روائع مختارة | قطوف إيمانية | الإعجاز العلمي في القرآن والسنة | مظاهر الإعجاز النبوي.. في حديث الذباب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الإعجاز العلمي في القرآن والسنة > مظاهر الإعجاز النبوي.. في حديث الذباب


  مظاهر الإعجاز النبوي.. في حديث الذباب
     عدد مرات المشاهدة: 4206        عدد مرات الإرسال: 0

يقع الذباب على الفضلات والمواد القذرة فينقل الكثير من الجراثيم والأمراض، وربما وقع على طعام الإنسان وشرابه فلوثه بما يحمله من هذه الجراثيم، وقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - من أراد أن يأكل أو يشرب من الطعام الذي وقعت فيه ذبابة.

أن يغمس الذباب فيه بعد وقوعه حرصاً على صحة الآكل والشارب، وحفاظاً على الطعام والشراب من التلف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:  (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء) رواه البخاري، وفي رواية لأبي داود:  (وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء) .

وهو حديث ينبغي على المسلم أن يتلقاه بالقبول والتسليم وألا يعارضه بعقله القاصر، لأنه قد ثبت وصح عمَّن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فكيف وقد جاءت حقائق العلم والطب الحديث بتصديقه وتأكيد ما فيه؟ ! .

فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن الذبابة المنزلية مصابة بطفيلي من جنس الفطريات، وهذا الطفيلي يلازم الذبابة على الدوام، وهو يقضي حياته في الطبقة الدهنية الموجودة داخل بطن الذبابة بشكل خلايا مستديرة فيها إنزيم خاص، ثم لا تلبث هذه الخلايا المستديرة أن تستطيل فتخرج من الفتحات أو من بين مفاصل حلقات بطن الذبابة، فتصبح خارج جسم الذبابة، ودور الخروج هذا يمثل الدور التناسلي لهذا الفطر.

وفي هذا الدور تتجمع بذور الفطر داخل الخلية، فيزداد الضغط الداخلي للخلية من جراء ذلك، حتى إذا وصل الضغط إلى قوة معينة لا تحتملها جدر الخلية، انفجرت الخلية وأطلقت البذور إلى خارجها بقوة دفع شديدة إلى مسافة (2) سم خارج الخلية، على هيئة رشاش مصحوباً بالسائل الخلوي، ولهذا الإنزيم الذي يعيش في بطن الذبابة خاصية قوية في تحليل وإذابة الجراثيم.

وعلى هذا فإذا سقط الذباب في شراب أو طعام، وألقى بالجراثيم العالقة بأطرافه في ذلك الشراب أو الطعام، فإن أقرب مبيد لتلك الجراثيم هو ما يحمله الذباب في جوفه قريبا من أحد جناحيه، فإذا غمست الذبابة في الطعام أحدثت هذه الحركة ضغطاً داخل الخلية الفطرية الموجودة في جسم الذبابة.

مما يزيد من توتر السائل داخلها زيادة تؤدي إلى انفجار الخلايا، وخروج الأنزيمات المضادة للأمراض، فتقع على الجراثيم التي تنقلها الذبابة بأرجلها فتهلكها وتبيدها، ويصبح الطعام طاهراً من الجراثيم المرضية.

ومما ينبغي أن يُتَنبه له حتى لا يبقى هناك مجال للمشككين في الحديث، أن الأمر في الحديث إنما هو أمر إرشاد لا أمر وجوب فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر من وقعت ذبابة في طعامه أو شرابه أن يستمر في الطعام والشراب، وإنما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم من أراد أن يأكل من هذا الطعام أو الشراب الذي وقعت فيه الذبابة أن يغمسها فيه.

وأما من لا يريد الأكل أو الشرب بأن تعاف نفسه منظر الذباب إذا وقع في الطعام أو الشراب فلا يلزمه الاستمرار، ولا يكون بذلك مخالفاً لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وهكذا يضع العلماء بأبحاثهم تفسيراً لهذا الحديث، وبياناً لوجه من وجوه الإعجاز النبوي، الذي سبق كل هذه العلوم والأبحاث والاكتشافات، فصلوات الله وسلامه على من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
 

المصدر: موقع إسلام ويب